عن الثورة السورية / بقلم إيمان عياش

عفو.. عن ماذا ؟

عن أي عفو تتحدثون؟
وما هذا الذي عنه تثرثرون؟
أسمع خلف كلماتكم البشعة والمرتبكة
صرخات أحرار يعذبون
وما عادت تطيق الصمود جدران السجون
تشتكي قضبان الزنزانات من الجنون
لهول ما رأت هي وما رأت من خلفها العيون
تقولون عفوا عاما ..بمن تستهزؤون؟
أيشمل عفوكم هذا حمزة وهاجر ؟
أ يمحي العفو حزنا
عن قلوب مزقتها الشجون؟
أيعيد العفو أبطالا استشهدوا
وهم الحرية يطلبون؟
أيجبر العفو كسر قلب طفلة
بكت على والدها الحنون؟
على من تضحكون؟
و أنتم كل يوم تقتلون ولا تأبهون
وعلى درب السفاح تمشون
تتخبطون وتتساءلون
كيف عسى لحلكة ليلكم أن تدوم
هيهات أيها المجرمون
إنها تشرق في بلادي الشموس
والشهداء في سمائها كالنجوم
ونحن على دربهم ماضون
حرية لأجلها سائرون

تقولون عفوا عاما؟
فلتسألوا سوريا والعاصي الحزين
فلتسألوها بعد كل آهات السنين
بعد قهرها ونهبها… وبعد دمع الياسمين
اسألوها وهي من أثنى على شامها الصادق الأمين
فلتسألوها بعد مجزرة حماه وتدمر وجسر الشغور
وبعد مجازر ثورة الحرية في شتى الميادين
فلتسألوا بقايا الجثث تحت أراضي البساتين
فلتسألوا حزنها الدفين
ترونه في كل مكان زرع هذا الحزن الدفين
اليوم ومنذ عشرات السنين
أينما ذهبتم ..في السجون وفي فروعكم الأمنية
في عيون الأرامل واليتامى وفي مقل المهجرين
اسألوها .. هل تعفو عنكم بعد عفوكم هذا المهين؟
هل تعفو عن أفعال المجرمين؟
هل تعفو عمن تلذذ بصرخات المعتقلين؟
هل تعفو عمن باع جولانها الثمين ؟
اسألوا نواعير حماه..
اسألوها هل تعفو عمن زرع في جريانها الأنين؟
اسألوها عمن اجتث قلاعها وتاريخها
أتعفو عن هؤلاء المستبدين؟
الغاصبين لها والمستعمرين ؟
اسألوها علّ دمعة من سمائها
أو صرخة من أقبية سجونها
تعيد لقلوبكم الحنين
كلا ..مستحيل
فليس لمن قتل الأطفال قلوبا تلين
ونحن تجاوزت مطالبنا عودة المعتقلين
وحتى سوريا اسألوها..
لا تريد منكم سوى الرحيل
فما عادت تطيق رؤية دمائها تسيل
ارحلوا ولا تعودوا..
كفاها جروحا لا تلتئم ..
ماذا بعد كل هذا الفعل المشين ؟

أيها العافون عن جرائم السجان
ويا أيها العافون عمّن خان الأوطان
ارحلوا.. كفانا آلام
ارحلوا كأصنام وصور مزقت
ليداس عليها بالأقدام
لن تعفو عنكم سوريا
ولن يرحمكم في كتابة تاريخه الزمان
ارحلوا ولا تتحدثوا عن عفو
لا نريد منكم عفوا عن إنسان
وتقتلون كل يوم عشرات خلف القضبان
ارحلوا عنها..
ارحلوا واتركوا سوريا بسلام ..

بقلم/إيمان عياش
كتب في
1-6-2011

ثورتي في الغربة

أموت ألف مرة وأنا في غربتي
أرى الدماء تسيل خلف تعقيدات شاشتي
فينكسر قلبي حزنا وتعلو صرختي
كم أكره جدار غرفتي
كم طال العيش في غربتي
أتساءل لم لست معهم لأهتف لحريتي
وأعود لأقول هي إرادة الله تعلو فوق إرادتي
صدقوا أكاذيب لمستوى العقل لا ترتقي
ما أهمني أناس وأصدقاء أعلنوا خيانتي
فكيف تهمني أقوال لا يعرف أصحابها صدق نيتي؟
وأنا أكاد أشعر برصاصات أسلحتهم تغرز بين أضلعي
ودمعة الأرامل واليتامى تكاد أن تكون دمعتي
ابتسامة الشهيد .. آه كم تمنيتها أن تكون ابتسامتي
أنات الثكلى.. أصوات لا تفارق منامي وصحوتي
وأوجاع السوط على الأبدان.. صرخات تتردد على مسمعي

هي مسافات طويلة تكاد لا تنتهي
حالت دون وجود الجسد في شوارع بلدتي
لكن صوتي وآهاتي وصرختي
تعانق هتافات الأحرار في ميادين الحرية
فأنا مثلكم أكره مَن أهان كرامتي
ومثلكم أرفض أن أنحني لسجان حريتي
وألعن عبدا قال أنا ربكم وأنتم عبيد في مملكتي
أنا معكم .. ثورتكم هي ثورتي
وجراحكم جروح تنهش أوردتي
شهداؤكم هم أهلي وإخوتي

أنا لست كمن سفكت دماؤهم غدرا
أو كمن عُذب حتى قال العذاب للجلاد يكفي
كما أنني لست ممن يخون الوطن جهرا
ويرخص دماء الشهداء بأكاذيب ويفتري
أنا كلماتي وشعري وأفعالي ..
هي الثورة وأنا في غربتي

بقلمي / ايمان عياش
21-5-2011

1 تعليق

  1. لا فض فوك يا إيمان. و الله أني احس بكل ما عبرت عنه و ما نملك الا الدعاء لهم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا