طارق رمضان في حوار بشأن بوكو حرام (le point du 15 Mai 2014)

ما موقفك من اختطاف الفتيات الذي نفذته جماعة بوكو حرام و الذي هز الرأي العام الغربي؟

نحن نعبر بشكل واضح عن استنكارنا المطلق لما قامت به بوكو حرام وما تنوي القيام به، أعني هل ستبيعهن أم تزوجهن قسرا. فهذا يتعارض مع جميع المراجع والنصوص الدينية. لكن، بالإضافة إلى هذا الاستنكار، أعبر عن إدانتي لعدم اتخاذ أي موقف سواء في الغرب أو في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الانتهاكات، سوى التعبير عن التعاطف. فالوضع في شمال نيجيريا غير مقبول على الإطلاق، حيث أصبحت جرائم الرعب والقتل والتعذيب أمرا عاديا، في حين أن هناك صمت جماعي مطبق. وعندما تطورت الأمور وتم اختطاف 234 فتاة، أصبح الحدث موضوع التعبئة الدولية. إن المجتمع الدولي يصمت على مئات القتلى، وفجأة يتفاعل مع حدث ذو دلالة رمزية قوية. فلا يمكن أن نطبق سياسة السلام فقط بإدارة ردود الأفعال عبر وسائل الإعلام.

تقصد أن الاستياء الغربي الموجه قد يشجع مثل هذه الانتهاكات الصادمة؟

بطبيعة الحال. فهذا أمر سلبي. إن هؤلاء يشتغلون بمنطق الحاجة إلى إثارة القلاقل ليستفزوا الرأي العام الدولي و يجبروه على التفاعل. لقد أصبح التطرف الذي يكتسي طابع العنف يستخدم حاليا طريقة اشتغال وسائل الإعلام. هذه هي سياسة الأسوأ.

لكن ما العمل إذا؟

أنا أدعو إلى أن تكون سياساتنا متناسقة. فلا يمكن أن نصمت تجاه ما يحدث في الدول ذات الأغلبية المسلمة والتي تسيطر عليها التيارات الحرفية ثم لا نتفاعل بعد ذلك إلا مع مجموعات تنحرف عن هذا النهج. ماذا نريد؟ هل نريد التحاور مع الحركات المشروعة والتي تتبنى مشروعا إصلاحيا أو توجد في المعارضة في بعض البلدان؟ أم نريد بخلاف ذلك قبول منطق الدولة ومنطق الضرورات والمصالح الاقتصادية والعمل مع الدول التي تنتج إسلاما أكتر انغلاقا وحرفية؟ إذا لم نعالج أصل المعضلة، فسندفع ثمن عواقبها في نهاية المطاف.

بوصفك متخصصا في العلوم الإسلامية، هل تعتبر بوكو حرام طائفة دينية؟

إن علاقات الأفراد مع هذه الجماعة تخضع لمنطق التبعية وغسيل الدماغ. فهي حقا تعمل على شاكلة الطوائف الدينية، وتعتمد على التفسيرات الحرفية التي تدعو إلى العنف كما أنها تبرر موقفها من العالم من كون المسلمين هم الذين يمتلكون الحقيقة أما الآخرون فهم مخطئون. هذا تحريف كامل لرسالة الاسلام. ولذلك فمن الضروري أن يستنكر قادة المسلمين ذلك بشدة. خاصة أن أنصار هذا الفكر الذي يشوه ديننا هم أقلية بلغة الأرقام، لكنهم يحظون برأس مال إعلامي قوي.

د.طارق رمضان

ترجمة صلاح شياظمي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا