عندما يستيقظ المسلمون … (0/100)

أقترح عليكم في هذه البوابة، مائة تأمل موجز في حالة الوعي الإسلامي المعاصر والمتطلبات اللازمة لصحوته وتَحَرُّرِهِ.

0/100 : مقدمة: مواجهة الواقع

لا يَمُرُّ يوم دون الحديث عن الإسلام بطريقة سلبية. سواء في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة أو في الغرب أو أفريقيا أو آسيا ، نجد أن الأفكار تتشابه ويُضَافُ بعضها إلى بعض حتى تعطينا جرعة زائدة من الأفكار. فمن اللافت للنظر أن المسلمين متخلفون عن الركب في مجالات لا حصر لها؛ فهم لا يساهمون في أي تقدم فكري أو علمي أو تقني ؛ كما أننا لا نجدهم في طليعة أي معركة من المعارك النبيلة التي تروم تحقيق حرية الفكر والمساواة (بين البشر من ناحية ، وبين النساء والرجال من ناحية أخرى) ، ومقاومة العنصرية والفقر ، وحماية البيئة، أخيرا. على مدى عقود ، لم يقدموا أي بديل حقيقي عن النظام العالمي السائد. إنهم متفوقون بالتأكيد في انتقاد هذا النظام، وإدانة استكبار القوى المهيمنة، وفساد الدول، وجور الاقتصاد النيوليبرالي، وانحياز وسائل الإعلام ، لكن ماذا قدم مُثَقَّفُوهُمْ وعلماؤهم للفكر المعاصر الذي يمكن أن يكون مصدر إلهام لتفكير جديد مُتَفَرِّدٍ، يعكس جوهر الإسلام والمشترك الإنساني على حد سواء . متى يستيقظ المسلمون؟

هذا دون احتساب الطريقة التي يُنْظَرُ بها إلى المسلمين اليوم، من ناحية أخرى. ففي الشرق كما في الغرب، يُنْظَرُ إلى الإسلام كمسؤول عن الحالة الرهيبة للمجتمعات التي يشكل فيها الأغلبية. فالمسلمون متخلفون اقتصادياً ، وفاسدون سياسياً ، ومضطربون ثقافياً ، ومشلولون عقليًا … المسلمون ، أينما كانوا ، يظهرون كتعبير عن عائق اجتماعي أكثر من كونهم ثروة هائلة . ناهيك عن الارتباط السياسي والإعلامي للإسلام بالفوضى والعنف والإرهاب والموت. في إفريقيا أو الشرق الأوسط أو آسيا أو الغرب ، تُقْرَأُ الأخبار بمرايا متعددة والصورة قاتمة جدًا.

يمكن أن نقبل بهذا الواقع ونبكي على مصيرنا، ويمكن أن نُغَذّي عاطفيا هذا الميل إلى تبني عقلية الضحية، كما يمكن أن نستسلم ونبرر هزيمتا عن طريق سلبيتنا. كل هذا ممكن. لكن يمكن للمرء أن يستيقظ أيضا، ويقوم بتحليل الأمور واستيعابها من أجل التحرر. لنقاوم إذا بعزم وحكمة ما نقترفه بأيدينا، ولنقاوم كذلك الصورة التي يريدون اختزالنا فيها وإدانتنا بها.

الأمر يتعلق إذا بالاستيقاظ. لنقم بذلك بوضوح ودون خوف. فمن واجبنا الشجاعة، والتحلي بالحكمة والصبر والوعي، والإيمان بالله وبأنفسنا وبالإنسان.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا