[اليوم الثالث عشر] يونس عليه السلام : التعاليم السيكولوجية والروحية

باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم عند يونس عليه السلام، لنستخلص أهم الملامح السيكولوجية، والفكرية والروحية، كما سنشير إلى أهم محطات حياته. لقد أرسل إلى قومه ليدعوهم إلى الحق، لكنهم كانوا عصاة متمردين، على غرار باقي الأقوام. ولذا، قرر يونس عليه السلام الرحيل، وترك قومه يغرقون في الظلمات. قال تعالى :  » وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا ». الأمر الأول الذي يمكن أن نستخلصه من هذه الآية هو أن يونس عليه السلام، كانت لديه مهمة التبليغ، لكنه لاقى الرفض والإقصاء من قومه، فأحس بالعجز ونفذ صبره، وشعر بالغضب الشديد.

 
وعندما قرر الرحيل عن طريق البحر، وركب السفينة، حدثت عاصفة، فكان الركاب مضطرين للتخلص من الأشياء الزائدة ومن بعض الركاب، وكان يونس عليه السلام منهم، فنزل من السفينة والتهمه الحوت، وهنا سيعيش في بطن الحوت، مستوعبا الدرس. وفي هذه الظلمات، سيتوجه إلى الله تعالى مستمطرا عفو الله ورحمته. قال تعالى :  » وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ». وهنا ستأتي الاستجابة الإلهية، فوضعه الحوت في اليابسة. قال تعالى :  » فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ».
 
وعندما رجع إلى قومه، رأى أن الأمور قد تغيرت إلى الأحسن. وهنا نستوعب أن الرسالة هي محور التبليغ، أما المبلغ فهو مسخر من لدن الله عز وجل، وأن استعجال النتائج والغضب لن ينفعا في شيء، بل يجب الرهان على الأمد البعيد وعلى الصبر لتتحسن الأمور.
 

لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا