[اليوم التاسع والعشرون] محمد عليه الصلاة والسلام : التعاليم السيكولوجية والروحية

باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف عند خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، لنستخلص العبر من سلوكه وحياته وأخلاقه.

قال تعالى في حقه عليه الصلاة والسلام :  » وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ». لقد كان إنسانا رحيما بكل من حوله، من نساء وأطفال، فرغم حجم المهمة التي كانت على عاتقه، فقد كان يقظا وشديد الحرص على أمته. قال تعالى :  » وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ». يذكر الله تعالى أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن محمدا ليس إلا رسولا بشرا، ولذا فقد كان التحذير من تقديسه أو جعله إلها كما قام بعض الأقوام مع أنبيائهم.

من جهة أخرى، قد كان محمد عليه الصلاة والسلام، رغم مقامه العالي عند الله تعالى، يتيما وفقيرا. قال تعالى :  »   أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى- وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى-وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى »، ولذا، كان النبي عليه الصلاة والسلام شديد الحرص على الفقراء واليتامى والمساكين. وقد جاءه التذكير من الله تعالى في قوله تعالى :  » عَبَسَ وَتَوَلَّى- أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ».

وقد كان أبو بكر الصديق من أقرب الصحابة إلى قلبه. قال تعالى :  » إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ». لقد تعرض للمضايقات من قريش، وكان الابتلاء شديدا عليه وصحابته حتى قيل متى نصر الله. قال تعالى :  »  أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ». ولذا، كان النصر حليف النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الذين أبلوا البلاء الحسن في سبيل تبليغ كلمة الحق والدلالة على الله تعالى. وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قريبا من ربه، فهو يطيل الركوع والسجود، ويصلي حتى تتورم قدماه، قريبا من أمته، حريصا عليها، فهو يخفف الصلاة عندما يسمع بكاء الصبي مخافة أن يشق على أمه، ويرفق بالأطفال وبسائر خلق الله. صلى الله عليه وسلم.

لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا