لقد أصبحت التقنية في الغرب مروضة وموحدة. يتعلق الأمر بخلق « المشكل » أو طرح » قضية الإسلام » التي تعتبر نوعا من السجن الفكري، يسجن فيه المسلمون ومثقفوهم وأئمتهم ونساءهم، إلخ. هذا السجن يتعلق دائما ب »الديمقراطية » أو « العلمانية » أو « النساء » أو « المثلية الجنسية » أو « وضوح الرؤية »، إلخ.
في داخل هذا السجن، ينتظر من المخاطب المسلم أن ينسلخ من بعض المبادئ والممارسات والقيم شيئا فشيئا حتى يجد نفسه سجينا إلى الأبد، وعاريا وفارغا من الداخل ومحروما. ببساطة سيصبح مسجونا ومستعمرا في جسده وعقله.
وما يضاف إلى هذا الغدر والاستلاب، هو أن هذا المسجون-المستعمر يجد سعادته في هذا الأمر ويبتسم لسجانه، ويحتفي به، ويعترف له بخبرته، ويروج لأفعاله ويزينها، وفقا لهذا النوع من التلاعب الذي يطرح « قضية الإسلام ». وينتظر من داخل سجنه أن يمد له السجان بكل لطف مفاتيح زنزانته…إنها حرية الفكر المصطنعة.
إن الإشكالية الكبرى التي يواجهها » السجين-المستعمر » اليوم هي نفس الإشكالية التي كان يواجهها بالأمس الإفريقي والأمريكي-الجنوبي والعربي والآسيوي المستعمر، هذه الإشكالية نبعت من ذاته، لأنه قبل شيئا فشيئا أن ينسلخ من ذاته ليصبح عاريا دون أدنى عفة فكرية.
ونجد نفس المنطق من الولايات المتحدة الأمريكية إلى كندا و إلى أستراليا مرورا بأوروبا. لقد جاء زمن « العقول الحرة » الواقعة تحت السيطرة.
إن التحرر من هذا السجن يبدأ حتما بمصالحة واعية وجريئة مع الذات.
د.طارق رمضان
ترجمة صلاح شياظمي
very good Dr tariq jazaakom allah khairan