طارق رمضان
ماذا نريد بالضبط؟ وما هي الغاية المنشودة وراء التزامنا في الغرب على المستوى الفردي وخصوصا على المستوى الجمعوي؟ إن السؤال بسيط بشكل مباشر أو غير مباشر. إنه سؤال يطرح علينا، ومن المشروع أن ينتظروا منا إجابة واضحة. وبالإضافة إلى ذلك، وبعيدا عن هذا الاستجواب، من الواجب أن تكون لدينا رؤية وأهداف واضحة تستجيب لمتطلبات إيماننا وضمائرنا. إنه ليس بالأمر اليسير، لكنه ضروري، لأن الأمر يتعلق بمستقبل المسلمين في الغرب : فمن نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نريد أن نعيش؟ وماذا عن إسهامنا في أوروبا؟
هوية منفتحة ومتعددة الأوجه
لقد تحدثنا كثيرا عن المسلمين وهويتهم دون أن نأخذ الوقت الكافي للتوقف عند مفهوم الهوية. تارة، تختلط هوية المسلمين مع أصولهم الإفريقية أو التركية أو الآسيوية، وتارة، هناك شعور أن هذه الهوية تعتبر بمثابة سجن يَحُول بينهم وبين الاندماج، لأنهم يشعرون أنهم مختلفون عن الآخرين. حتى المسلمون بأنفسهم يستعملون هذا المصطلح دون احتراز كبير. إن التساؤل جوهري، ووجهة التزامنا ستحدد انطلاقا من وضوح الإجابة. فماذا تعني إذن الهوية الإسلامية؟ هناك أربعة عناصر أساسية تظهر فورا والتي يمكن تلخيصها كالآتي: أن تكون مسلما ممارسا لشعائر الدين باقتناع يعني :
- أن تعيش في ظلال الإيمان والقيم الروحية؛
- أن تقوم بتطوير معرفتك بالنصوص الدينية الأساسية وبسياق الحياة؛
- أن تقوم بمهمة التربية والشهادة(Témoignage) ؛
- أن تتحرك وتساهم بشكل فعال في المجتمع.
إذن من واجب كل مسلم، رجلا كان أو امرأة، وكيفما كان أصله، أن يكون له حظ من هذه الأبعاد الأربعة التي تشكل هويته، وأن يعمل علىتطويرها .إن حقه في أن تكون له هوية يجب أن تحترمه جميع المجتمعات التي تحترم الحرية، وهو يعطى للأجانب كما يعطى للمقيمين : هذا الحق مضمون بشكل عام في الغرب.
بالمناسبة، يجب أن نذكر أن التعريف الذي نعرف به الهوية هو تعريف فضفاض، لكنه منغلق وذو بعد طائفي.إذا كان واضحا أن العناصر التي تشكل إيماننا وتحدد الشعائر الدينية التي نمارسها تم تحديدها بشكل نهائي، فالأمر لا ينطبق على العناصر الثلاثة المتبقية، التي تفرض علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل تتعلق بالمجتمع والثقافة والعصر الذي نعيش فيه، من أجل استيعاب أفضل للسياق العام، وملائمة أمورنا التربوية، والتفكير بشكل أفضل في توصيل المعارف، والتحرك بحكمة، وتجويد مشاركتنا الاجتماعية. يجب أن نقول ونكرر أننا نريد بكل ما أوتينا من قوة العقل والقلب، أن نعيش في ظلال الإيمان، ونمارس شعائرنا، وأن نعطي حيزا كذلك للروحانية التي تعطي معنى وقيمة لحياتنا اليومية. هذه هي الجذور الصلبة والقوية التي نتمسك بها، وهي مصدر الطاقة التي تغذينا، وتلزمنا بتطوير فهمنا للمحيط الذي نعيش فيه، حتى يكتمل انسجامنا مع الذات. إنها هوية منفتحة ومتحركة، ذات مظاهر متعددة ومتحركة، والتي تبقى في حوار دائم مع سياقها ومجتمعها، كما لا تتوقف عن عملية التفكير وضبط تطورها حتى تبقى وفية
أتفق مع ما تقوله تماما لكن الاشكالىة فى قناعات المسلمين ومراجعهم ومرجعياتهم لابد من ثورة فكرية قد تاخذ زمنا لكنها الخيار الوحيد عبر المنطق والكلمة والحوار