ليس لدينا كنيسة أو بابا، كما ليست لدينا تراتبية قائمة أو طبقية. يعني أن مبادئ التنظيم، على ضوء قاعدة الشورى، يجب صياغتها والتفكير فيها بالأخذ بعين الاعتبار السياقات والمؤهلات الموجودة. هذا يجبر جميع المجتمعات الإسلامية في الغرب أن تكون فاعلة ومبدعة وحاملة لأفضل المشاريع الأكثر صدقا والأكثر فاعلية .وهنا يتبين لنا الفضل الكبير لمبدأ الشورى، إنه طريق الصدق في العمل والإصلاح، وهو مبدأ يتيح لنا التقدم إلى الأمام، والتقرب من الله عز وجل. وعلى العكس، في حالة الكساد الفكري والتلكؤ الجماعي والفقر الروحي، تصبح هذه الورقة الرابحة علة، فالشورى التي كان من المفروض أن تساهم في البناء، تركت المكان للانقسام الذي يحكمه منطق رفض الآخرين، و تركت المكان كذلك للتيارات الفكرية التي تقصي بعضها البعض بسبب الصراع على السلطة.
ما العمل إذن لنجعل دائما من الشورى ورقة رابحة فعلا، ونجعل من التنوع المشروع في الآراء ونجعل من التعددية والشورى مصادر قوتنا أو بالأحرى الحفرة التي ندفن فينا أحقادنا واختلالاتنا؟ كيف نقبل أن التحاور مع بعض المسلمين قد يكون أصعب من التحاور مع غير المسلمين؟ إن المبدأ الوحيد الذي يجب أن يميز سلوكنا هو أن تكون إرادتنا مرتهنة فقط بالله تعالى وبالحق. إذن يجب أن نسائل نوايانا ونحدد بكل صدق ما هي الدوافع التي تجعلنا ننحاز لجهة معينة. لهذا يجب رفض جميع أشكال التبعية للحكومات سواء هنا أو هناك، ورفض الهبات التي تقيدنا، ورفض الانتماء الأعمى للمدارس الفكرية، ورفض الطائفية الجمعوية، ورفض الخضوع للأحكام المسبقة وللشائعات. فكما أن الشهادة تبدأ بنفي كل إله غير الله، فإن ضميرنا يجب أن يبدأ برفض كل تبعية حتى نكون في موقع أفضل يتيح
لنا الدفاع عن العدالة. هذا يعني واجب الإذعان للحق، واحترام مختلف الآراء، والقبول بمبدأ التعددية، والتفكير في اتخاذ القرارات واختيارات الحياة بكل وعي، بمنطق الاستقلالية غير قابلة للتصرف، وتوجيه الأمل إلى الحق عز وجل.
طارق رمضان
الشيخ ابو الحسن هشام المحجوبي
مراكش
تتمة لكلام اخي العزيز طارق رمضان
التبعية للحكومات والمؤسسات من اهم اسباب فشل العالم الإسلامي لكونها تقيد الاصلاح الحقيقي المنبعث من النية الصادقة و الإسلام الصحيح قال تعالى
« وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين »