إن قوتنا الذاتية تأتي من هذا التناغم مع الكل، ومع خلق الله أجمعين، وتضفي طابع النسبية على مِحَنِنَا وتضاعف قوانا. إذا لم نعرف الجرح، لن نعرف الصحة؛ وإذا لم نِعِشِ الضعف فلن نكون قادرين على تقييم طاقتنا وقوتنا. إن دموعنا هي التي تُعْطِي النُّورَ لابتساماتنا. إن المِحْنَةَ تدعونا إلى القيام بخطوة نحو الوراء. إنها التعاليم التي نستخلصها من العواصف، والأعاصير، والزوابع، فعندما تصيب هذه الكوارثُ الغابةَ، فَإنّها تَقْلِبُ الطبيعة عاليها على سافلها، وتُدَمِّرُ كل شيء تقريبا، عارضةً مشاهدَ الخرابِ القاتمة. لكنّ هذا الانقلابَ المُدمِّر هو الذي يتيح للغاباتِ والأدغال أن تتجدَّدَ، وتستعيدَ قوتها، وطاقتها، وحيويتها. إن الجذوعَ المستأصلةَ والأغصان المكسّرة تتيح للضَّوْء الوصول إلى الأرض، والجذور، والنبات، والأزهار، وهكذا تتجدد دورة الحياة من خلال مزايا هذا الاضطراب، في حين أن النظامَ القديمَ القائمَ كان خانقا. إنه درسٌ استثنائيٌ فريدٌ نستخلصه من الطبيعة، والكون، والخلق، والحياة العادية التي تُعَدُّ مِرآةً لمشاهدنا الذاتية. إن الفوضى والموت اللَّذَيْن يرافقان هذه الكوارث يَعِدَانِ بحياة متجددة. فالعجائب تُولَدُ كذلك من رَحِمِ الكوارث. والطَّبِيعةُ تُسِرُّ لنا ذلك وفقا للدورات الطويلة، وبعيدا عن مظاهر اللحظة. الموت حبلى بالحياة، والموت تحمل الحياة. ولهذا يجب أن نعيش، ونفتح أعيننا، ونهدأ من رَوْعِ قلوبنا. ويجب أن نتعلّم كذلك كيف نموت. ستكون هناك مِحَن، وتضحيات، واضطرابات، وشجون. وستكون هناك عجائب، وولادات، وشيء من الجمال، والسلام، والبهجة. الحياة أمانة غالية. الله جميل والحياة هدية.
طارق رمضان- واجب الحقيقة، 2020
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
اسمي عيسى درامي من السنغال مقيم في باريس
أتمنى الحصول على مؤلفاتك المترجمة بالعربية
تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
Drame Issa
108 bd Jourdan
75014 Paris