يجب الحذر من سياسة إذكاء العواطف ومن ردود الأفعال العاطفية على حد سواء. إن الأحزاب الشعبوية تلعب منذ زمن طويل على أربعة سجلات، وهي تعطي ثمارها بالتأكيد :
١) الفكر التبسيطي والمتاح للجميع، الذي يختزل المشاكل السياسية والاقتصادية في معادلة هوياتية وعِرْقِيَّةٍ ( البطالة سببها الأجانب)؛
٢) التفكير الثنائي الذي يجمع في المواجهة ال« نحن» وال «هم» ( «هم » الآخرون، لا يمكنهم أن يكونوا منا «نحن») ؛
٣) تغذية الخوف ( سنُهاجَم، سَنُسْتَبْدَلُ)؛
٤) موقف الضحية ( لسنا مسؤولين عن أي شيء، « نحن نخضع لما يفرضه علينا العالم وأعداؤنا»).
ولكسب المزيد من الشعبية، لا تتردّدُ الأحزاب الأكثر التقليدية ( سواء في اليمين أو في اليسار) عن اللعب على بعض هذه السجلات والمغامرة في مناطق خطيرة. هذه السياسة العاطفيةُ خطيرةٌ، وقد تؤدي إلى أسوأ الانزلاقات كما عَلَّمَنا التاريخ.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...