باسم الله الرحمان الرحيم. تحدثنا بالأمس عن إبراهيم عليه السلام، وسنواصل حديثنا اليوم عن ركن من أركان الإسلام وهو الحج، وعن الصفا والمروة بوصفهما من شعائر الله. قال تعالى : » إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ». وفي أصل هذه الشعيرة سنجد هاجر، زوج إبراهيم عليه السلام، وأم ابنه إسماعيل. لقد غارت سارة منها وكان ترغب في إبعادها، رغم ذلك ستتقبل هاجر هذه المحنة لأنها كانت واثقة في الله عز وجل كما كانت سندا لزوجها إبراهيم عليه السلام.
وقد أبانت عن إيمانها الراسخ عندما أوحى الله إلى نبيه إبراهيم عليه السلام أن يأخذ هاجر ورضيعها إسماعيل وأن يتركهم في مكة. فأخذ إبراهيم عليه السلام هاجر وولدها ثم تركهم في مكة في صحراء جرداء ثم تركهم وهمَّ بالذهاب، وهنا فطنت السيدة هاجر إلى أن هذا الفعل إنما هو أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه. فرضيت بقضاء الله تعالى وأيقنت أنه لن يضيعها هي ولا رضيعها. وبعد ساعات قليلة من رحيل إبراهيم عليه السلام نفد الماء، فقامت تبحث عن الماء دون جدوى، حتى تفجرت عين من الماء- وهو ماء زمزم- تحت قدمي إسماعيل عليه السلام ليرتوي هو وأمه وليصدق دعوة إبراهيم عليه السلام : » وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ».
هنا نستخلص أن الثقة في موعود الله رغم المحن هي الأصل في صلة العبد بمولاه، وأن العبد يجب أن يأخذ بالأسباب رغم شدة المحنة، ورغم إيمانه بفرجه الله عز وجل.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...