باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم عند إسماعيل عليه السلام ابن إبراهيم عليه السلام. فخلافا لنوح عليه السلام الذي لاقى الرفض والعصيان من ابنه، نجد ابن إبراهيم عليه السلام يتقاسم مع أبيه قدسية رسالته. قال تعالى : « وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ». وهنا يمكن أن نستخلص أمرين أساسيين : الأمر الأول فلم يذكر الله تعالى إسماعيل ولم يجعله نبيا بفضل قرابته من أبيه، بل لأنه كان صادقا. فالصدق في القول والعمل والوعود مما يوصي به ديننا الحنيف. والأمر الثاني هو أنه كان قريبا من أبيه إبراهيم عليه السلام، تجمعهما قدسية التبليغ والدلالة على الله. يقول الحق عز وجل : « وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ». الأمر الأخير الذي نود الإشارة إليه، هو قصة الرؤيا، إذ قال تعالى : » فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ». وهنا إسماعيل يذعن مطلقا لأمر أبيه، ويعده بالصبر بمشيئة الله. وهنا نجد صبر إسماعيل ممزوجا بالثقة في الله تعالى. إنه اليقين في أمر الله في أسمى تجلياته.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...