باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم عند نبي الله لوط عليه السلام. قال تعالى : » وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ». هذا الاصطفاء من الحق سبحانه وتعالى ليس اصطفاء للاستعلاء على البشر، بل اصطفاء سيجعل نبي الله لوط منفتحا على قومه وخادما لهم. وهذا سيتجسد في خطابه مع قومه؛ الذين كانوا مسرفين على أنفسهم من حيث الإلحاد وعصيان أمر الله، بالإضافة إلى الشذوذ الأخلاقي. وقد وصل الأمر بلوط أن كان يعرض عليهم بناته من أجل الزواج للكف عن شذوذهم. قال تعالى : « وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ». نستخلص من هذه الآية أن لوطا أوتي الحكم والعلم، وهنا جاء العلم مقرونا بالحكم، يعني لا حكم دون علم مسبق بالأمور، وقد تجسد هذا الأمر في نبي الله لوط، فكلما زادت معرفتنا بالأمور، كان حكمنا أكثر مرونة تجاه الآخرين، والعكس صحيح؛ فالجاهل يكون غالبا متطرفا في أحكامه. في سياق آخر،قال تعالى : « قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ». وهنا جاء الوعد الإلهي بتدمير قوم لوط، وجاءت الملائكة تهون عليه، أنهم لا وصول لهم إليه، وأمروه أن يسري بأهله من آخر الليل وأن يتبع أدبارهم. ولم تنج حتى زوجته، لأنها لم تر في لوط عليه السلام آيات النبوة.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...