تحدثنا بالأمس عن امرأة لوط عليه السلام. قال تعالى : « إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ » . فقد أصابها ما أصاب قوم لوط، لأنها لم تتبع آثار زوجها نبي الله لوط، ولم تدرك آيات النبوة في سلوكه. وفي مقابل هذه الأحداث، نجد امرأة أخرى، وهي أمرأة فرعون، الذي كان مستعليا في الأرض، كما كان يدعي الربوبية. قال تعالى على لسانه : » أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى « . وهنا نستخلص أمرا بالغ الأهمية، فرغم كونها زوجة نبي مختار من لدن الحق، فهذا لا يعني أنها من أهل الحق، ورغم أن الأخرى زوجة جبار من أعتى الجبابرة، فإن استقلاليتها ستجعل منها امرأة من أهل الحق، وستكون ممن ينصرون نبي الله موسى عليه السلام. قال تعالى : « وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ». وهكذا سينجو موسى عليه السلام من القتل بفضل امرأة فرعون، إذ كان هذا الأخير يقتل الأولاد. وهنا نرى كيف تصرف القدر الإلهي وموافقته قلب امرأة مؤمنة. قال تعالى : » وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ». نرى هنا جليا مدى استقلالية إمرأة فرعون عن زوجها، وهي ذات الإرادة الصلبة والإيمان الراسخ، لأن ما يأمره الله تعالى كان بالنسبة إليها أقوى من قهر فرعون وما يفرضه.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...