باسم الله الرحمان الرحيم. توقفنا سابقا عند أهم الشخصيات التي ذكرت في القرآن من الأنبياء والمرسلين، واستخلصنا أهم الملامح السيكولوجية، والفكرية والروحية التي كانت تميز سلوكهم. اليوم سنتوقف عند إبليس لعنة الله عليه، لنرى أهم الصفات التي تميزه، حتى نحذر منها، لكي لا نقع في المحظور. قال تعالى : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ». وفي آية أخرى، قال تعالى : » وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ». وهنا يذكرنا القرآن بأمر أساس وهو أن إبليس كان يدرك الوجود الإلهي لكنه أبدى تكبره واستعلائه على الله تعالى، ولم يستجب لنداء الله تعالى بالسجود لآدم تكريما له. ولذا فهو مؤمن بوجود الله، لكن سلوكه يحكمه العصيان والفسق وإنكار مقام آدم عليه السلام عند الله تعالى. قال تعالى : » قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ». وهنا يعبر إبليس بكل وضوح عن استعلائه، كما يذكرنا القرآن بالعديد من صفاته، نذكر منها : الوسواس؛ إذ قال تعالى » فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ »، فمهمته الأساسية هي الفتنة وإبعاد الناس عن طريق الحق، كما أمروا أن يتبعوه، ويستعمل أسلحة عديدة لبلوغ مهمته وهي الكذب والوعود الكاذبة، وتوظيف المنطق الجماعي لتحقيق مآربه. ولذا، يجب أن نحذر من هذه الصفات الشيطانية ؛ النفس الأمارة، والاستعلاء، والاستعجال، ليسهل علينا السلوك إلى الله تعالى من أجل السمو وتحقيق القرب من الله تعالى.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...