باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم عند شخصية خاصة ذكرت في القرآن، ويتعلق الأمر بداوود عليه السلام. خصوصية الأمر تتجلى في كون داوود عليه السلام، وابنه سليمان عليه السلام، من زمرة المرسلين، لكن في الوقت نفسه ، نجدهما يحظيان بقدرات خاصة. ففي السابق، تحدثنا عن أنبياء ورسل كانوا يواجهون الرفض والإقصاء من أقوامهم، لكن الأمر مختلف تماما، فالآن هما في موقع السلطة، وقد سخر لهما الله تعالى الجن والإنس ليدبروا شؤون العالم.
لقد خاض داوود أول معركة ضد جالوت. قال تعالى : » فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ « . وهنا نرى أن الله تعالى آتاه الملك والحكمة والعلم. بالإضافة إلى أن الملك المطلق يعود إلى الله وحده لا شريك له، فتوازن القوى هو الضامن لاستمرارية الحياة على وجه الأرض. وهنا نرى داوود كيف كان يدبر جيدا السلطة والسلطة المضادة بفضل ما آتاه الله من حكمة، و نرى كذلك مؤهلات الحكم ممزوجة بالحكمة والتدبير الجيد للسلطة.
وفي صلة داوود بالله تعالى، جاء في حديث نبوي شريف أن أفضل الصيام صيام داوود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وهنا يتبين جليا أنه رغم إغراء السلطة ومؤهلات الحكم، كان داوود منقطعا إلى الله عز وجل، شاكرا نعمه ومفوضا أمره إلى الله تعالى، فلم يكن الاستعلاء يجد مكانه في قلب داوود عليه السلام.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...