باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم باختصار عند شخصية السامري لنرى أهم الملامح التي كانت تطبع شخصيته وسلوكه. لقد كان له دور بارز في قوم موسى عليه السلام، فقد كان يتبع هواه وشهواته، وكان يرغب في التأثير على الآخرين ليتبعوا طريق الضلال، فقد كان منطق التبعية للأقوام الآخرين هو الذي يحكم تصرفه وسلوكه، وهو ما يمكن استنتاجه في قوله تعالى : » قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نفْسِي ».
وهنا نرى جليا كيف يضع نفسه في مقام متعال عن الآخرين ليتلاعب بالحشود وبقوم موسى عليه السلام، حتى يحول بينهم وبين طريق الحق وهكذا يفعل الطغاة. فقد نجح في إقناعهم بعبادة العجل. قال تعالى على لسان قوم موسى عليه السلام : » قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ». يعني: ما أخلفنا موعدك فعبدنا العجل بأمرنا وطاقتنا واختيارنا ، فقد كان الحال أكبر من أن يدخل تحت سلطاننا ، ولو خلينا بيننا وبين أنفسنا ولم يسول لنا السامرى ما سول لبقينا على العهد الذى عاهدناك عليه ، وهو أن نعبد الله – تعالى – وحده.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...