يجب الاعتراف والإقرار بوجود مجموعة من الحقائق المؤسفة في العديد من الأسر المسلمة القاطنة بالغرب. فهناك العديد من الفتيات لم يتلقين تربية سليمة، وفي بعض الأحيان، يقرر الآباء والأمهات في مجموعة من الأمور تتعلق بحياتهن الشخصية، بما فيها اختيار شريك الحياة والمهر. البعض من هؤلاء النسوة يفرض عليهن ارتداء الحجاب، وأخريات تجدهن ممنوعات من الولوج إلى أقسام الدراسة أو ميدان الشغل… كما نجد العديد من المتزوجات يتلقين معاملات مشينة ولاإنسانية، فإهمال الزوجة والسب والعنف أحداث نعيشها كل يوم. إنها لائحة سوداء محزنة.
وعندما تنعدم المشاكل داخل الأسر، نجد العديد منها في الخارج، خصوصا بالنسبة للمسلمين الذين يمارسون شعائرهم، فالمشاكل عديدة فيما يخص الاندماج في المدارس، والتمييز في ميدان الشغل، كما أنه من غير الممكن بل من المستحيل المشاركة في المجتمع في ظل هذه الظروف القاتمة. إن اندماج المواطنين المسلمين في المجتمعات الغربية يشكو من غياب المبادرات، كما تعوزنا النظرة الإيجابية للمستقبل. إن خطابات النوايا الحسنة لن تغير من هذه الواقع شيئا.
إن إصلاح هذه الأوضاع يقتضي منا التزاما بمجموعة من الأمور التالية التي ترتسم بكل وضوح رغم كل هذه الظروف :
– بداية، يجب صياغة تصور حول المرأة انطلاقا من قراءة إيجابية للنصوص الدينية، لا تقوم على معارضة الغرب بالضرورة.
-ويجب بلورة هذا التصور انطلاقا من المرأة كإنسان، وليس من خلال الوظائف التي تقوم بها في جميع مراحل الحياة، من الطفولة إلى الخطوبة، وانتهاء بوظيفتها كأم.
– ويجب أن نعمم التربية على الجميع رجالا ونساء، فيما يخص المراجع الدينية الخاصة بالطرفين، لمعرفة كيف يمكن أن يعيش الطرفان على ضوء هذه المراجع، كما يجب التمييز بين العادات والتقاليد السائدة في مجتمع معين وبين تعاليم الدين، بالإضافة إلى مواجهة التمييز بين الجنسين والالتزام معا، رجالا ونساء، من أجل إصلاح عميق للعقليات والسلوكيات.
إنه مشروع كبير يدعونا إلى تحمل المسؤولية وتعبئة جميع المسلمين من أجل رد الحقوق إلى النساء باعتبارهن نصف المجتمع، ليس خشية التعرض للنقد من الخارج أو دفاعا عن الإسلام، بل لأن هذا الأمر واجب ومطلب سنسأل عنه أمام الله تعالى. ليس هناك شيء يبرر كسلنا وتقاعسنا عن القيام بهذه المهمة.. . هناك فعلا أصوات في هذا الصدد أصبحنا نسمعها في كل مكان، تعبر عن هذه المطالب وتسير بنا في طرق التحرير. هذا هو أملنا.