باسم الله الرحمان الرحيم. سنتوقف اليوم عند شخصية موسى عليه السلام، لنستخلص أهم الملامح السيكولوجية والروحية التي كانت تميزه.
سنجد من خلال العديد من الآيات، أن موسى اصطفاه الله تعالى لرسالته. قال تعالى : » وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي »، ورغم ذلك فقد كان نبيا تجسدت فيه مظاهر الضعف البشري، فهو تارة يبدي الخوف من أمر ما، وتارة يغضب، وتارة يدعو الله تعالى أن يفك العقدة من لسانه، فقد كان يجد صعوبة في الكلام. قال تعالى على لسان موسى : » رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ». كما كان يستعجل بعض الأمور التي تبدو صعبة المنال، خصوصا عندما طلب موسى عليه السلام رؤية الله تعالى؛ قال تعالى : » وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِ ».
في سياق آخر، يخاطب الله تعالى موسى عليه السلام : » اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ». فقد كانت رسالته هي دعوة قومه إلى الحق وحث فرعون على التوقف عن الظلم. وقد طلب أن يكون أخاه عونا له في هذه المهمة. قال تعالى : » قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ ». إن ما يمكن أن نستخلصه من قصته هو أنه رغم ما كان يبدو في شخصية موسى عليه السلام من مظاهر الضعاف البشري، فقد كان مؤمنا واثقا في أمر الله تعالى وصبورا، متجاوزا جميع المحن التي تعرض إليها.
لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
See insights
Boost post
Like
Comment
Share