باسم الله الرحمان الرحيم. تحدثنا بالأمس عن داوود عليه السلام، وسنتوقف اليوم عند ابنه سليمان عليه السلام. هناك صفات متطابقة تجمع بين الأب والابن، وهي الملك والحكم والنبوة. قال تعالى : » فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ». وهكذا كان سليمان مؤتمنا على تدبير شؤون العالم.
قال تعالى تعالى : » إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ». وهنا عرضت على سليمان الخيل فائقة الجمال شديدة الروعة والبهاء فانشغل برؤيتها وعروضها حتى ألهته عن صلاة العشي، فلما تذكر ندم أشد الندم وسارع بالتوبة ليثبت عملياً أنه لا شيء أحب في قلبه من الله وأن جميع متع الحياة لا تساوي شيئاً إذا أبعدته عن الله. وهنا نستخلص مخاطر الحكم والملك، التي قد تلهي صاحبها عن ذكر الله.
يعود انكسارالحضارة الإسلامية - حسب العديد من المؤرخين- إلى حوالي القرن الثالث عشر، والغزو المغولي. كانت الاضطرابات على طول حدود الإمبراطورية، وهشاشة السلطة، والهزائم...