[اليوم السابع عشر] سليمان عليه السلام : التعاليم السيكولوجية والروحية

باسم الله الرحمان الرحيم. تحدثنا بالأمس عن داوود عليه السلام، وسنتوقف اليوم عند ابنه سليمان عليه السلام. هناك صفات متطابقة تجمع بين الأب والابن، وهي الملك والحكم والنبوة. قال تعالى :  » فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ». وهكذا كان سليمان مؤتمنا على تدبير شؤون العالم.

قال تعالى تعالى :  » إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ». وهنا عرضت على سليمان الخيل فائقة الجمال شديدة الروعة والبهاء فانشغل برؤيتها وعروضها حتى ألهته عن صلاة العشي، فلما تذكر ندم أشد الندم وسارع بالتوبة ليثبت عملياً أنه لا شيء أحب في قلبه من الله وأن جميع متع الحياة لا تساوي شيئاً إذا أبعدته عن الله. وهنا نستخلص مخاطر الحكم والملك، التي قد تلهي صاحبها عن ذكر الله.

وقال تعالى :  » حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوْاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ». هنا نملة في ضحالتها تذكره بنعم الله تعالى.

فالخيل كادت أن تلهيه عن ذكر الله، والنملة تذكره بالجوهر.

لا تنسوا أن تقولوا لمن تحبونهم إنكم تحبونهم، فالحياة هشة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا